"الغارديان": تخفيضات ترامب تهدد صحة العمال وتُعطّل أبحاثاً عمرها 40 عاماً

"الغارديان": تخفيضات ترامب تهدد صحة العمال وتُعطّل أبحاثاً عمرها 40 عاماً
احتجاج داعم لعمال وموظفي المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية

حذر موظفون مفصولون من المعهد الوطني الأمريكي للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) من أن التسريحات الأخيرة التي طالت معظم العاملين في الوكالة في إطار خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض التمويل الفيدرالي تُعرض الملايين من العمال في الولايات المتحدة للخطر، وتُقوض قدرة الدولة على مواجهة الطوارئ الصحية العامة.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أمرت في الأول من أبريل الماضي بتسريح نحو 85% من موظفي المعهد، أي ما يعادل 1100 موظف، ضمن إشعار رسمي بخفض القوة العاملة داخل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

ورغم تراجع جزئي لاحقاً تحت ضغط من النقابات والرأي العام، لم يُعد للعمل سوى 328 موظفاً فقط، ما ترك فجوة كبيرة في القدرات البحثية والرقابية للوكالة.

القدرة على حماية العمال

قال الدكتور ميكا نيماير-والش، وهو متخصص في الصحة الصناعية وعضو في نقابة موظفي الحكومة الفيدرالية، إن "القدرة على الاستجابة للطوارئ الصحية العامة باتت شبه معدومة"، مضيفاً: "هذه التخفيضات لم تُبنَ على أسس علمية، بل على اعتبارات سياسية بحتة".

وأكدت جينيكا بيلانكا، إحدى الموظفات المفصولات، أن تدريب فرق الإنقاذ في قطاع التعدين توقف فجأة، ما حرم آلاف العمال من آليات السلامة المنقذة للحياة، وقالت: "نحن الشبكة التي تساعد الناس على العودة سالمين إلى منازلهم، والآن هذه الشبكة تمزقت".

توقف الأبحاث طويلة الأجل 

أوضحت ريبيكا رايندل، مديرة الصحة والسلامة المهنية في اتحاد العمل الأمريكي، أن مشروعات بحثية استمرت لعقود في خطر حقيقي، وتابعت: "هذه الأبحاث كانت تتابع حالات آلاف العمال لعشرات السنين، وإذا توقفنا الآن، سنخسر معلومات لا تُقدر بثمن حول تطور الأمراض المهنية".

ورفعت عدة نقابات عمالية، بقيادة اتحاد العمل الأمريكي ومؤتمر المنظمات الصناعية (AFL-CIO)، دعوى ضد الحكومة الفيدرالية، مؤكدين أن هذه الإجراءات تهدد بشكل مباشر سلامة ملايين العمال.

وقالت الدعوى إن الوظيفة الأساسية للمعهد، وهي توفير بيئة عمل آمنة لكل رجل وامرأة في أمريكا، أصبحت في مهب الريح.

المعهد الوطني للسلامة والصحة

منذ تأسيسه عام 1970، أسهم المعهد في خفض معدلات الإصابات والأمراض المهنية بشكل كبير، حيث تراجع معدل الإصابات غير المميتة من 10.9 لكل 100 عامل في عام 1972 إلى 2.4 في عام 2023، وهو ما يعد من أعظم إنجازات الصحة العامة في التاريخ الأمريكي الحديث.

تأسس المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية (NIOSH) عام 1970 كجزء من قانون السلامة والصحة المهنية الذي أقرّه الكونغرس الأمريكي لحماية العاملين من الأخطار في بيئة العمل.

ومنذ ذلك الحين، لعب المعهد دورًا محوريًا في تطوير معايير السلامة، وتقديم المشورة الفنية، والقيام بأبحاث طويلة الأجل أسهمت في خفض معدلات الحوادث والإصابات، إلا أن سياسة إدارة الرئيس ترامب، اتسمت بمحاولات متكررة لتقليص دور الوكالات التنظيمية بدعوى "خفض الإنفاق الحكومي"، وهو ما انعكس سلباً على مؤسسات حيوية مثل NIOSH.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية